منتديات ذوق الأصيل
أيها الزائر أو الزائرة أنت غير مسجل في منتدي الأصيل فسجل إسمك من فضلك
منتديات ذوق الأصيل
أيها الزائر أو الزائرة أنت غير مسجل في منتدي الأصيل فسجل إسمك من فضلك
منتديات ذوق الأصيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات ذوق الأصيل
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تفسير قصة سيدنا سليمان و ملكة سبا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ZIANI

ZIANI


عدد المساهمات : 145
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/12/2010

تفسير قصة سيدنا سليمان و ملكة سبا  Empty
مُساهمةموضوع: تفسير قصة سيدنا سليمان و ملكة سبا    تفسير قصة سيدنا سليمان و ملكة سبا  Emptyالأربعاء يناير 12, 2011 7:39 am

من الاية 22 الى الاية 26 من سورة النمل

يقول تعالى « فمكث » الهدهد « غير بعيد » أي غاب زمانا يسيرا ثم جاء فقال لسليمان « أحطت بما لم تحط به » أي اطلعت على ما لم تطلع عليه أنت ولا جنودك « وجئتك من سبأ بنبأ يقين » أي بخبر صدق حق يقين وسبأ هم حمير وهم ملوك اليمن ثم قال « إني وجدت إمرأة تملكهم » قال الحسن البصرى وهى بلقيس بنت شراحيل ملكة سبأ وقال قتادة كانت أمها جنية وكان مؤخر قدمها مثل حافر الدابة من بيت مملكة وقال زهير بن محمد هى بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن الريان وأمها فارعة الجنية وقال ابن جريج بلقيس بنت ذي شرخ وأمها بلتقة وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا مسدد حدثنا سفيان بن عيينة عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عباس قال كان مع صاحبة سليمان ألف قيل تحت كل قيل مئة ألف وقال الأعمش عن مجاهد كان تحت يدى ملكة سبأ اثنا عشر ألف قيل تحت كل قيل مئة ألف مقاتل وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة في قوله تعالى « إني وجدت إمرأة تملكهم » كانت من بيت مملكة وكان أولو مشورتها ثلاث مئة واثني عشر رجلا منهم على عشرة آلاف رجل وكانت بأرض يقال لها مأرب على ثلأثة أميال من صنعاء وهذا القول هو أقرب على أنه كثير على مملكة اليمن والله أعلم وقوله « وأوتيت من كل شيء » أي من متاع الدنيا مما يحتاج إليه الملك المتمكن « ولها عرش عظيم » يعني سرير تجلس عليه عظيم هائل مزخرف بالذهب وأنواع الجواهر واللآلئ قال زهير بن محمد كان من ذهب وصفحاته مرمولة بالياقوت والزبرجد طوله ثمانون ذراعا وعرضه أربعون ذراعا وقال محمد بن اسحق كان من ذهب مفصص بالياقوت والزبرجد واللؤلؤ وكان إنما يخدمها النساء ولها ست مئة امرأة تلي الخدمة قال علماء التأريخ وكان هذا السرير في قصر عظيم مشيد رفيع البناءمحكم وكان فيه ثلاثمائة وستون طاقه من مشرقه ومثلها في مغربه قد وضع بناؤه على أن تدخل الشمس كل يوم طاقة وتغرب من مقابلتها فيسجدون لها صباحا ومساء ولهذا قال « وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل » أي عن طريق الحق « فهم لا يهتدون » وقوله « ألا يسجدوا لله » معناه « وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله » أي لا يعرفون سبيل الحق التي هى إخلاص السجود لله وحده دون ما خلق من الكواكب وغيرها كما قال تعالى « ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهم إن كنتم إياه تعبدون » وقرأ بعض القراء « ألا يا اسجدوا لله » جعلها ألا الإستفتاحية ويا للنداء وحذف المنادى تقديره عنده ألا يا قوم اسجدوا لله وقوله « الذي يخرج الخبء في السموات والأرض » قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعلم كل خبئة في السماء والأرض وكذا قال عكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وغير واحد وقال سعيد بن المسيب الخبء الماء وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم خبء السموات والأرض ما جعل فيهما من أرزاق المطر من السماء والنبات من الأرض وهذا مناسب من كلام الهدهد الذي جعل الله فيه من الخاصية ما ذكره ابن عباس وغيره من أنه يرى الماء يجري في تخوم الأرض ودواخلها وقوله « ويعلم ما تخفون وما تعلنون » أي يعلم ما يخفيه العباد وما يعلنونه من أقوال وأفعال وهذا كقوله تعالى « سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار » وقوله « الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم » أي هو المدعو الله وهو الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم الذي ليس في المخلوقات أعظم منه ولما كان الهدهد داعيا إلى الخير وعبادة الله وحده والسجود له نهي عن قتله كما رواه الإمام الأحمد « 1/332 » وأبو داود « 5267 » وابن ماجه « 3224 » عن أبي هريرة رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد وإسناده صحيح


من الاية27 الى 31 من سورة النمل

يقول تعالى مخبرا عن قيل سليمان للهدهد حين أخبره عن أهل سبأ وملكتهم « قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين » أي أصدقت في إخبارك هذا « أم كنت من الكاذبين » في مقالتك لتتخلص من الوعد الذي أوعدتك « اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فأنظر ماذا يرجعون » وذلك أن سليمان عليه السلام كتب كتابا إلى بلقيس وقومها وأعطاه ذلك الهدهد فحمله قيل في جناحه كما هى عادة الطير وقيل بمنقاره وذهب إلى بلادهم فجاء إلى قصر بلقيس إلى الخلوة التي تختلي فيها بنفسها فألقاه إليها من كوة هنالك بين يديها ثم تولى ناحية أدبا ورياسة فتحيرت مما رأت وهالها ذلك ثم عمدت إلى الكتاب فأخذته ففتحت ختمه وقرأته فأذا فيه « إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وأتوني مسلمين » فجمعت عند ذلك أمراءها ووزراءها وكبراء دولتها ومملكتها ثم قالت لهم « يا أيها الملأ إني ألقى إلى كتاب كريم » تعنى بكرمه ما رأته من عجيب أمره كون الطائر ذهب به فألقاه إليها ثم تولى عنها أدبا وهذا أمر لا يقدر عليه أحد من الملوك ولا سبيل لهم إلى ذلك ثم قرأته عليهم « إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وأتوني مسلمين » فعرفوا أنه من نبي الله سليمان عليه السلام وأنه لا قبل لهم به وهذا الكتاب في غاية البلاغة والوجازة والفصاحة فانه حصل المعنى بأيسر عبارة وأحسنها قال العلماء لم يكتب أحد بسم الله الرحمن الرحيم قبل سليمان عليه السلام وقد روى ابن أبي حاتم في ذلك حديثا في تفسيره حيث قال حدثنا أبي حدثنا هارون بن الفضل أبو يعلي الحناط حدثنا أبو يوسف عن سلمة بن صالح عن عبد الكريم أبي أمية عنابن بريدة عن أبيه قال كنت أمشي مع رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال إني أعلم آية لم تنزل على نبي قبلي بعد سليمان بن داود قلت يا نبي الله أي آية قال سأعلمكم قبل أن أخرج من المسجد قال فانتهى إلى الباب فأخرج إحدى قدميه فقلت نسي ثم التفت إلي وقال إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم هذا حديث غريب واسناده ضعيف وقال ميمون بن مهران كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب باسمك اللهم حتى نزلت هذه الآية فكتب « بسم الله الرحمن الرحيم » وقوله « أن لا تعلوا على » قال قتادة يقول لا تجبروا على « وأتوني مسلمين » وقال عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم لا تمتنعوا ولا تتكبروا على وأتوني مسلمين قال ابن عباس موحدين وقال غيره مخلصين وقال سفيان بن عيينة طائعين

من الاية 32 الى الاية 35من سورة النمل

لما قرأت عليهم كتاب سليمان استشارتهم في أمرها وما قد نزل بها ولهذا قالت « يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون » أي حتى تحضرون وتشيرون « قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد » أي منوا إليها بعددهم وعددهم وقوتهم ثم فوضوا إليها بعد ذلك الأمر فقالوا « والأمر إليك فانظرى ماذا تأمرين » أي نحن ليس لنا عاقة ولا بنا بأس إن شئت أن تقصديه وتحاربيه فما لنا عاقة عنه وبعد هذا فالأمر إليك مرى فينا رأيك نمتثله ونطيعه قال الحسن البصرى رحمه الله فوضوا أمرهم إلى علجة تضطرب ثدياها فلما قالوا لها ما قالوا كانت هى أحزم رأيا وأعلم بأمر سليمان وأنه لا قبل لها بجنوده وجيوشه وما سخر له من الجن والإنس والطير وقد شاهدت من قضية الكتاب مع الهدهد أمرا عجيبا بديعا فقالت لهم إني أخشى إن نحاربه ونمتنع عليه فيقصدنا بجنوده ويهلكنا بمن معه ويخلص إلى وإليكم الهلاك والدمار دون غيرنا ولهذا قالت « إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها » قال ابن عباس أي إذا دخلوا بلدا عنوة أفسدوه أي خربوه « وجعلوا أعزة أهلها أذلة » أي وقصدوا من فيها من الولاة والجنود فأهانوهم غاية الهوان إما بالقتل أو بالأسر قال ابن عباس قالت بلقيس « إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة » قال الرب عز وجل « وكذلك يفعلون » ثم عدلت إلى المصالحة والمسالمة والمخادعة والمصانعة فقالت « واني مرسلت إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون » أي سأبعث إليه بهدية تليق بمثله وأنظر ماذا يكون جوابه بعد ذلك فلعله يقبل ذلك منا ويكف عنا أو يضرب علينا خراجا نحمله إليه في كل عام ونلتزم له بذلك ويترك قتالنا ومحاربتنا قال قتادة رحمه الله ما كان أعقلها في إسلامها وشركها علمت أن الهدية تقع موقعا من الناس وقال ابن عباس وغير واحد قالت لقومها إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه.

الايتان 36 و 37 من سورة النمل

ذكر غير واحد من المفسرين من السلف وغيرهم أنها بعثت إليه بهدية عظيمة من ذهب وجواهر ولالئ وغير ذلك وقال بعضهم أرسلت بلبنة من ذهب والصحيح أنها أرسلت إليه بآنية من ذهب قال مجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما أرسلت جوارى في زى الغلمان وغلمان في زى الجوارى فقالت إن عرف هؤلاء من هؤلاء فهو نبي قالوا فأمرهم سلمان فتوضئوا فجعلت الجارية تفرغ يدها من الماء وجعل الغلام يغترف فميزهم بذلك وقيل بل جعلت الجاريةتغسل باطن يدها قبل ظاهرها والغلام بالعكس وقيل بل جعلت الجوارى يغسلن من أكفهن إلى مرافقهن والغلمان من مرافقهم إلى كفوفهم ولا منافاة بين ذلك كله والله أعلم وذكر بعضهم أنها أرسلت إليه بقدح ليملأه ماء رواء لا من السماء ولا من الأرض فأجرى الخيل حتى عرقت ثم ملأه من ذلك وبخرزة وسلك ليجعله فيها ففعل ذلك والله أعلم أكان ذلك أم لا وأكثره مأخوذ من الإسرائليات والظاهر أن سليمان عليه السلام لم ينظر إلى ما جاءوا به بالكلية ولا اعتنى به بل أعرض عنه وقال منكرا عليهم « أتمدونن بمال » أي أتصانعونني بمال لأترككم على شرككم وملككم « فما آتاني الله خير مما آتاكم » أي الذي أعطاني الله من الملك والمال والجنود خير مما أنتم فيه « بل أنتم بهديتكم تفرحون » أي أنتم الذين تنقادون للهدايا والتحف وأما أنا فلا أقبل منكم إلا الإسلام أو السيف قال الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه أمر سليمان الشياطين فموهوا له ألف قصر من ذهب وفضة فلما رأت رسلها ذلك قالوا ما يصنع هذا بهديتنا وفي هذا جواز تهيؤ الملوك وإظهارهم الزينة للرسل والقصاد « ارجع إليهم » أي بهديتهم « فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها » أي لا طاقة لهم بقتالهم « ولنخرجنهم منها أذلة » أي ولنخرجنهم من بلدتهم أذلة « وهم صاغرون » أي مهانون مدحورون فلما رجعت إليهم رسلها بهديتها وبما قال سليمان سمعت وأطاعت هى وقومها وأقبلت تسير إليه في جنودها خاضعة ذليلة معظمة لسليمان ناوية متابعته في الاسلام ولما تحقق سليمان عليه السلام قدومهم عليه ووفودهم إليه فرح بذلك وسره

من الاية 38 الى الاية 40 من سورة النمل

قال محمد بن اسحق عن يزيد بن رومان قال فلما رجعت إليها الرسل بما قال سليمان قالت قد والله عرفت ما هذا بملك وما لنا به من طاقة وما نصنع بمكابرته شيئا وبعثت إليه إني قادمة عليك بملوك قومي لأنظر ما أمرك وما تدعونا إليه من دينك ثم أمرت بسرير ملكها الذي كانت تجلس عليه وكان من ذهب مفصص بالياقوت والزبرجد واللؤلؤ فجعل في سبعة أبيات بعضها في بعض ثم أقفلت عليه الأبواب ثم قالت لمن خلفت على سلطانها احتفظ بما قبلك وسرير ملكي فلا يخلص إليه أحد من عباد الله ولا يرينه أحد حتى آتيك ثم شخصت إلى سليمان في اثني عشر ألف قيل من ملوك اليمن تحت يدى كل قيل ألوف كثيرة فجعل سليمان يبعث الجن يأتونه بمسيرها ومنتهاها كل يوم وليلة حتى أذا دنت جمع من عنده من الجن والانس ممن تحت يده فقال « يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبلأن يأتوني مسلمين » وقال قتادة لما بلغ سليمان أنها جائية وكان قد ذكر له عرشها فأعجبه وكان من ذهب وقوائمه لؤلؤ وجوهر وكان مسترا بالديباج والحرير وكانت عليه تسعة مغاليق فكره أن يأخذه بعد إسلامهم وقد علم نبى الله أنهم متى أسلموا تحرم أموالهم ودماؤهم فقال « يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين » وهكذا قال عطاء الخراساني والسدي وزهير بن محمد « قبل أن يأتوني مسلمين » فتحرم على أموالهم بإسلامهم « قال عفريت من الجن » قال مجاهد أي مارد من الجن قال شعيب الجبائي وكان اسمه كوزن وكذا قال محمد بن اسحق عن يزيد بن رومان وكذا قال أيضا وهب بن منبه قال أبو صالح وكان كأنه جبل « أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك » قال ابن عباس رضي الله عنه يعني قبل أن تقوم من مجلسك وقال مجاهد مقعدك وقال السدي وغيره كان يجلس للناس للقضاء والحكومات وللطعام من أول النهار إلى أن تزول الشمس « وإني عليه لقوي أمين » قال ابن عباس أي قوي على حمله أمين علىما فيه من الجوهر فقال سليمان عليه السلام أريد أعجل من ذلك ومن هنا يظهر أن سليمان أراد باحضار هذا السرير اظهار عظمة ما وهب الله له من الملك وما سخر له من الجنود الذي لم يعطه أحد قبله ولا يكون لأحد من بعد وليتخذ ذلك حجة على نبوته عند بلقيس وقومها لأن هذا خارق عظيم أن يأتي بعرشها كماهو من بلادها قبل أن يقدموا عليه هذا وقد حجبته بالأغلأق والأقفال والحفظة فلما قال سليمان أريد أعجل من ذلك « قال الذي عنده علم من الكتاب » قال ابن عباس وهو آصف كاتب سليمان وكذا روى محمد بن اسحق عن يزيد بن رومان أنه آصف بن برخياء وكان صديقا يعلم الإسم الأعظم وقال قتادة كان مؤمنا من الانس واسمه آصف وكذا قال أبو صالح والضحاك وقتادة أنه كان من الانس زاد قتادة من بني إسرائيل وقال مجاهد كان اسمه أسطوم وقال قتادة في رواية عنه كان اسمه بليخا وقال زهير بن محمد هو رجل من الانس يقال له ذو النور وزعم عبد الله بن لهيعة أنه الخضر وهو غريب جدا وقوله « أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك » أي ارفع بصرك وانظر مد البصرك مما تقدر عليه بأنك لا يكل بصرك إلا وهو حاضر عندك وقال وهب بن منبه امدد بصرك فلا يبلغ مداه حتى آتيك به فذكروا انه أمره أن ينظر نحو اليمن التي فيها هذا العرش المطلوب ثم قال فتوضأ ودعا الله تعالى قال مجاهد ياذا الجلال والاكرام وقال الزهرى قال يا إلهنا وإله كل شيء إلها واحدا لا إله إلا أنت ائتني بعرشها قال فمثل بين يديه قال مجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن اسحق وزهير بن محمد وغيرهم لما دعا الله تعالى وساله أن يأتيه بعرش بلقيس وكان في اليمن وسليمان عليه السلام ببيت المقدس غاب السرير وغاص في الأرض ثم نبع من بين يدى سليمان وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم لم يشعر سليمان إلا وعرشها يحمل بين يديه قال وكان هذا الذي جاء به من عباد البحر فلما عاين سليمان وملؤه ذلك ورآه مستقرا عنده « قال هذا من فضل ربي » أي هذا من نعم الله على « ليبلوني » أي ليختبرني « أأشكر أم أكفر ومن شكر فانما يشكر لنفسه » كقوله « من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها » وكقوله « ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون » وقوله « ومن كفر فان ربي غني كريم » أي هو غني عن العباد وعبادتهم كريم أي كريم في نفسه وان لم يعبده أحد فان عظمته ليست مفتقرة إلى أحد وهذا كما قال موسى « إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد » وفي صحيح مسلم « 2577 » يقول الله تعالى يا عبادى لو إن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك من ملكي شيئا يا عبادى لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادى إنما هى أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه

من الاية 40 الى الاية 44 من سورة النمل

لما جيء سليمان عليه السلام بعرش بلقيس قبل قدومها أمر به أن يغير بعض صفاته ليختبر معرفتها وثباتها عند رؤيته هل تقدم على أنه عرشها أو أنه ليس ليس بعرشها « نكروا لها عرشها ننظر أتهتدى أم تكون من الذين لا يهتدون » قال ابن عباس نزع منه فصوصه ومرافقه وقال مجاهد أمر به فغيرما كان فيه أحمر جعل أصفر وماكان أصفر جعل أحمر وما كان أخضر جعل أحمر غير كل شيء عن حاله وقال عكرمة زادوا فيه ونقصوا وقال قتادة جعل أسفله أعلاه ومقدمه مؤخره وزاد فيه ونقصوا « فلما جاءت قيل أهكذا عرشك » أي عرض عليها عرشها وقد غير ونكروزيد فيه ونقص منه فكان فيها ثبات وعقل ولها لب ودهاء وحزم فلم تقدم على أنه هو لبعد مسافته عنها ولا أنه غيره لما رأت من آثاره وصفاته وإن غير وبدل ونكر فقالت « كأنه هو » أي يشبهه ويقاربه وهذا غاية في الذكاء والحزم وقوله « وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين » قال مجاهد يقوله سليمان وقوله تعالى « وصدها ماكانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين » هذا من تمام كلام سليمان عليه السلام في قول مجاهد وسعيد بن جبير رحمهما الله أي قال سليمان « أوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين » وهى كانت قد صدها أي منعها من عبادة الله وحده « ماكانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين » وهذا الذي قاله مجاهد وسعيد وحسن وقاله ابن جرير أيضا « 19/168 » ثم قال ابن جرير « 19/168 » ويحتمل أن يكون في قوله « وصدها » ضمير يعود إلى سليمان أو إلى الله عز وجل تقديره ومنعها « ما كانت تعبد من دون الله » أي صدها عن عبادة غير الله « إنها كانت من قوم كافرين » « قلت » ويؤيد قول مجاهد أنها إنما أظهرت الاسلام بعد دخولها إلى الصرح كما سيأتي وقوله « قيل لها أدخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها » وذلك أن سليمان عليه السلام أمر الشياطين فبنوا لها قصرا عظيما من قوارير أي من زجاج وأجرى تحته الماء فالذي لا يعرف أمره يحسب أنه ماء ولكن الزجاج يحول بين الماشي وبينه واختلفوا في السبب الذي دعا سليمان عليه السلام إلى اتخاذه فقيل أنه لما عزم على تزوجها واصطفائها لنفسه ذكر له جمالها وحسنها ولكن في ساقيها هلب عظيم ومؤخر أقدامها كمؤخر الدابة فساءه ذلك فاتخذ هذا ليعلم صحته أم لا هكذا قول محمد بن كعب القرظي وغيره فلما دخلت وكشفت عن ساقيها رأى أحسن الناس ساقا وأحسنهم قدما ولكن رأى على رجلها شعرا لأنها ملكة ليس لها زوج فأحب أن يذهب ذلك عنها فقيل له الموسى فقالت لا أستطيع ذلك وكره سليمان ذلك وقال للجن اصنعوا شيئا غير الموسى يذهب به هذا الشعر فصنعوا له النورة وكان أول من اتخذت له النورة قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة ومحمد بن كعب القرظي والسدي وابن جريج وغيرهم وقال محمد بن اسحق عن يزيد بن رومان ثم قال لها ادخلي الصرح ليريها ملكا هو أعز من ملكها وسلطانا هو أعظم من سلطانها فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها لا تشك أنه ماء تخوضه فقيل لها إنه صرح ممرد من قوارير فلما وقفت على سليمان دعاها إلى عبادة الله وحده وعاتبها في عبادة الشمس من دون الله وقال الحسن البصرى لما رأت العلجة الصرح عرفت والله أن قد رأت ملكا أعظم من ملكها وقال محمد بن اسحق عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه قال أمر سليمان بالصرح وقد عملته له الشياطين من زجاج كأنه الماء بياضا ثم أرسل الماء تحته ثم وضع له فيه سريره فجلس عليه وعكفت عليه الطير والجن والانس ثم قال لها أدخلي الصرح ليريها ملكا أعز من ملكها وسلطانا هو أعظم من سلطانها « فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها » لا تشك أنه ماء تخوضه قيل لها « إنه صرح ممرد من قوارير » فلما وقفت على سليمان دعاها إلى عبادة الله عز وجل وحده وعاتبها في عبادتها الشمس من دون الله فقالت بقول الزنادقة فوقع سليمان ساجدا إعظاما لما قالت وسجد معه الناس فسقط في يديها حين رأت سليمان صنع ما صنع فلما رفع سليمان رأسه قال ويحك ماذا قلت قالت أنسيت ما قلت فقالت « رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين » فأسلمت وحسن إسلامها وقد روى الإمام أبو بكر بن أبي شيبة في هذا أثرا غريبا عن ابن عباس فقال حدثنا الحسين بن علي عن زائدة حدثني عطاء بن السائب حدثنا مجاهد ونحن في الأزد قال حدثنا ابن عباس قال كان سليمان عليه السلام يجلس على سريره ثم توضع كراسي حوله فيجلس عليها الانس ثم يجلس الجن ثم الشياطين ثم تأتي الريح فترفعهم ثم تظلهم الطير ثم يغدون قدر ما يشتهى الراكب أن ينزل شهرا ورواحها شهرا قال فبينما هو ذات يوم في مسير له إذ تفقد الطير ففقد الهدهد فقال « ما لى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين » قال وكان عذابه إياه أن ينتفه ثم يلقيه في الأرض فلا يمتنع من نمله ولا من شيء من هوام الأرض قال عطاء وذكر سعيد بن جبير عن ابن عباس مثل حديث مجاهد « فمكث غير بعيد » فقرأ حتى انتهى إلى قوله « سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا » وكتب بسم الله الرحمن الرحيم إلى بلقيس « أن لا تعلواعلى وائتوني مسلمين » فلما ألقى الهدهد الكتاب إليها ألقى في روعها أنه كتاب كريم وأنه من سليمان وأن لا تعلوا على وائتوني مسلمين قالوا نحن أولوا قوة قالت إن الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون فلما جاءت الهدية إلى سليمان قال اتمدونني بمال ارجع إليهم فلما نظر إلى الغبار أخبرنا ابن عباس قال وكان بين سليمان وبين ملكة سبأ ومن معها حين نظر إلى الغبار كما بيننا وبين الحيرة قال عطاء ومجاهد حينئذ في الأزد قال سليمان أيكم يأتيني بعرشها قال وبين عرشها وبين سليمان حين نظر إلى الغبار مسيرة شهرين « قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك » قال وكان لسليمان مجلس يجلس فيه للناس كما يجلس الأمراء ثم يقوم فقال « أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك » قال سليمان أريد أعجل من ذلك فقال الذي عنده علم من الكتاب انا أنظر في كتاب ربي ثم آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك قال « فنظر إليه سليمان فلما قطع كلامه رد سليمان بصره » فنبع عرشها من تحت قدم سليمان من تحت كرسي سليمان يضع عليه رجله ثم يصعد إلى السرير قال فلما رأى سليمان عرشها قال « هذا من فضل ربي » الآية « قال نكروا لها عرشها » فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو قال فسألته حين جاءته عن أمرين قالت لسليمان أريد ماء ليس من أرض ولا سماء وكان سليمان إذا سئل عن شيء سأل الانس ثم الجن ثم الشياطين قال فقالت الشياطين هذا هين أجر الخيل ثم خذ عرقها ثم إملأ منه الآنية قال فأمر بالخيل فأجريت ثم أخذ عرقها فملأ منه الآنية قال وسألت عن لون الله عز وجل قال فوثب سليمان عن سريره فخر ساجدا فقال يارب لقد سألتني عن أمر إنه ليتعاظم في قلبي أن أذكره لك فقال ارجع فقد كفيتكم قال فرجع إلى سريره قال ما سألت عنه قالت ما سألتك إلا عن الماء فقال لجنوده ما سألت عنه فقالوا ما سألتك إلا عن الماء وقال ونسوه كلهم قال وقالت الشياطين إن سليمان يريد أن يتخذها لنفسه ثم ولد بينهما ولد لم ننفك من عبوديته قال فجعلوا صرحا ممردا من قوارير فيه السمك قال فقيل لها أدخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها فاذا هى شعراء فقال سليمان هذا قبيح فما يذهبه قالوا يذهبه الموسى فقال أثر الموسى قبيح قالت فجعلت الشياطين النورة قال فهو أول من جعلت له النورة ثم قال أبو بكر بن أبي شيبة ما أحسنه من حديث « قلت » بل هو منكر غريب جدا ولعله من أوهام عطاء بن السائب على ابن عباس والله أعلم والأقرب في مثلهذه السياقات أنها متلقاة عن أهل الكتاب مما وجد في صحفهم كروآيات كعب ووهب سامحهما الله تعالى فيما نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل من الأوابد والغرائب مما كان وما لم يكن ومما حرف وبدل ونسخ وقد أغنانا الله سبحانه عن ذلك بما هو أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ ولله الحمد والمنة أصل الصرح في كلام العرب هو القصر وكل بناء مرتفع قال الله سبحانه و تعالى إخبارا عن فرعون لعنه الله انه قال لوزيره هامان « ابن لي صرحا لعلى أبلغ الأسباب » الآية والصرح قصر في اليمن عال البناء والممرد المبني بناء محكما أملس « من قوارير » أي زجاج وتمريد البناء تمليسه ومارد حصن بدومة الجندل والغرض أن سليمان عليه السلام اتخذ قصرا عظيما منيفا من زجاج لهذه الملكة ليريها عظمة سلطانه وتمكنه فلما رأت ما أتاه الله وجلالة ماهو فيه وتبصرت في أمره إنقادت لأمر الله تعالى وعرفت أنه نبي كريم وملك عظيم وأسلمت لله عز وجل وقالت « رب إني ظلمت نفسي » أي بما سلف من كفرها وشركها وعبادتها وقومها للشمس من دون الله « وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين » أي متابعة لدين سليمان في عبادته لله وحده لا شريك له الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا


تفسير ابن كثير_أبو الفداء إسماعيل بن كثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير قصة سيدنا سليمان و ملكة سبا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ] تفسير سورة الإخلاص
»  تفسير سورتي المعوذتين
» تفسير سورة الضحى
»  تفسير سورة الحديد
» سلسلة تفسير سورة القدر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ذوق الأصيل :: المنتديات الإسلامية على مذهب السنة و الجماعة :: القرآن الكريم-
انتقل الى: